تهمةٌ في الدين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على قائدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فنقدم اليوم رد الهيئة الشرعية لجيش المجاهدين:
(تهمة في الدين)
على بيان (المجلس السياسي) المسمى (شفاء العليل)، والذي يحمل في عنوانه مدلولات كبيرة، أهمها:
اعتبار التهم المنسوبة لنا في (شفاء) المجلس السياسي اتهامًا لنا في ديننا، وهو ما لا يصح التغاضي عنه، فالسكوت دلالة الإقرار والعجز عن الرد، لاسيما عند الكثيرين ممن بعدت بهم المسافات عن واقع الساحة الجهادية في العراق، أو يتوكأ في الطعن بنا والنيل منَّا على مثل هذه الترهات.
ونذكِّر أن (شفاء العليل) قد تضمن محاولة للاستدلال ببعض النصوص والنقولات التي أريد منها الاحتاج بشرعية المفاوضات مع الاحتلال الصليبي والتي أعلن (المجلس السياسي) عن دخولها، وكذلك تضمن اتهامات لجيش المجاهدين بالدخول أو الترويج لمثل هذه المفاوضات في فترات سابقة، وهو ما استوجب ردًّا تفصيلاً، لذلك جاء كتاب:
(تهمة في الدين)
ليقوم على الأسس الآتية:
1- تفنيد التهم التي نسبت لجيش المجاهدين بعد عرضها على الموازين الشرعية وبيان عِظَمها.
2- الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة إلى الشهادة الحق وإشهاد الله تعالى عليها، في وقائع وأمور تتعلق بما قيل عنا في (شفاء العليل).
3- تشخيص ظواهر سلبية وقع فيها (المجلس السياسي) أسفر عنها (شفاء العليل) والتنبيه إلى خطورتها وضرورة معالجتها من قبلهم.
4- مناقشة استدلالاتهم على شرعية مفاوضاتهم في (الشفاء)، وزيادة في تفصيل حكم المفاوضات تلك، والخروج بالنتيجة التي أكدنا عليها مرارًا وتكرارًا، وهي:
إن ما استدلوا به من نصوص ونقولات عن أهل العلم مرتبط بجهاد الطلب، ومن صلاحيات الإمام، وأما جهاد الدفع فالصحيح فيه المنع إلا إذا خشي المسلمون الاصطلام (الاستئصال)، والأمر راجع لتقدير الإمام أيضًا أو من يقوم مقامه، وهو ما لا نخشاه بحمد الله تعالى في حالنا اليوم في العراق، وأن مفاوضاتهم غير شرعية لماذا ذكرنا ولأنها أدت إلى هدنة وصحوات، وتسببت في شق صف المجاهدين، وأن العدو لم يفتح بابها ذاك إلا ليفتح من خلاله أبوابًا من الشر والضرر على الساحة الجهادية في العراق.
5- قطع دابر الحديث على تهمة (موافقة الجيش على مثل هذه المفاوضات أو الدخول فيها في فترات سابقة)، بأن ذلك إن صح (وهو ما لا يصح بحال)، فإن كلامهم في (شفاء) العليل، دليل على التغيير وترك ذلك الخطأ، فأي حجة لهم في كلامهم في (الشفاء).
6- دعوتهم للعودة لماضي عهدهم، والخروج مما وقعوا فيه والتخلص من أعبائه، فجاء فيه: عودوا سريعًا... ودِّعوا هذا المتاع الذي ترونه كثيرًا، فإنه قليل قليل، وانتظروا النصر المبين، فأين حفظ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصحابته وسنته من الجري- في وادي أُحد- وراء ثيابٍ تبلى وسيوف تصدأ، وطعام يفنى وبهيمة تموت... عودوا إلى ذات الشوكة، فإنكم بغيرها مدافعون بغير شوكة، فكيف تدافعون؟!
وختمت الهيئة الشرعية كتاب (تهمة في الدين) بموعظة لقائلها، ومن وقع بيننا وبينهم خلف من إخواننا المجاهدين على حد سواء، من اتهمنا منهم بمجاراة أهل الغلو (من أهل المجلس السياسي)، ومن وقع في الغلو واتهمنا بالردة بسبب وجودنا السابق بالجبهة والمجلس وتلوثت يده بدمائنا، ودعوة الجميع إلى الاتفاق على منهج وسط، والمضي في درب الجهاد وترك ما كان سببًا للخلف والتفرق والاعتراف كلٌ بخطئه، فجاء في النصيحة: تعالوا إلى أن نكون كلنا الوسط ولا نريد أن نكون نحن مركزه بل كلنا مركزه والناس من حولنا... تعالوا نعترف أننا أخطأنا ولا بأس، نتوب إلى الله، والله فرح بتوبتنا، تعالوا إلى سارية النصر المكفولة العلو والرفعة...
وبعد:
فإننا نرجو الله أن يكون هذا ردنا الأخير على (المجلس السياسي)، ونعتقد أننا بينا ما ندين الله به من حكم هذه المفاوضات وما يتعلق بها، وبان لكل منصف منهجنا في ذلك وتوضحت ثوابتنا (لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد)، ونحن عازمون على أن يكون هذا آخر ما لدينا في هذا الموضوع وأن لا ننشغل بالرود حوله، ووالله إننا لنكره ما اضطرنا إليه البعض بقدر ما نكره قالة السوء التي قالوها بحقنا. ونسأل الله تعالى أن يصلح حالنا وحالهم، وإن كان منهم إعراض عن نصحنا وترك للشهادة بالحق وإشهاد الله عليها، فإننا نسأل الله أن يمسكوا عن القول فينا بما لا يصح، ولا يضطرونا لفتح باب قررنا إغلاقه.
اللهم ردنا وإخواننا إلى دينك ردًّا جميلاً...
اللهم أرنا الحق حقًا وارزقنا اتباعه...
وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه.
الهيئة الإعلامية لجيش المجاهدين
24/ من ذي القعدة/1430هـ