منهج الغرباء في مواجهة الجاهلية

Book cover
مقدمة إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ونشهد أن محمدا عبده ورسوله r، اصطفاه الله نبيا ورسولا لتبليغ دعوته ونصرة دينه، واصطفى معه ثلة من غرباء أول الزمان لمواجهة الباطل وحزبه فأبلوا بلاء حسنا، وكان r قدوة لأصحابه الذين كانوا باتباعهم له قدوة لمن بعدهم. نعم....هؤلاء هم صحابته الكرام الذين تقرر من أصول الدين فيهم رعاية قدرهم والاقتداء بهديهم والاستنان بسننهم فقد قال رسول الله r في الحديث الصحيح: «عَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِي عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ، وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الْأُمُورِ، فَإِنَّ كُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ ». فقد أزال الله بهم الجاهلية الأولى، ومكنهم في أرضه فملؤوها عدلا ونورا بعد أن ملئت ظلما وجورا، فاستحقوا مدح ربهم وثناءه وجزاءه فقال تعالى فيهم: (وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ). فمما تقرر في الشريعة أن السبيل للتمكين لهذا الدين لا يتم إلا بابتلاء الله لعباده المؤمنين لذا فقد كان النبي r يبين دائما لأتباعه أن سنة الله تعالى لم تنته، ويبين وعورة الطريق وغرابة الدين مرة أخرى وغرابة أتباعه الذين سيحملون الأمانة من بعد, وتلك من علامات نبوته r، فيقول r:(بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاء). وللكلام عن الغرباء ومنهجهم في مواجهة الجاهلية فإننا سنحاول بمشيئة الله تعالى وعونه أن نسلط الضوء عليهم من عدة أوجه في خمسة فصول : الفصل الأول: تشابه الغرباء قديما وحديثا وطبيعة عزائمهم ونفوسهم الصادقة. الفصل الثاني: طبيعة وأوجه الشبه بين الجاهلية التي يواجهونها في كل عصر. الفصل الثالث: تشابه المؤمنين الغرباء في البلاء الذي يواجهونه والتجارب المستفادة أثناء المسير. الفصل الرابع: إثبات أن البلاء سنة ربانية ملازمة لأهل الحق الغرباء, وأن البلاء إنما هو دليل صحة على السير في طريق مواجهة الباطل, وضرورة العلم بطبيعة ووعورة الطريق لبناء المجتمع المسلم. الفصل الخامس: البشرى والجزاء الذي أعده الله لأهل الإيمان الغرباء. وسيكون دأبنا دائما الاستفادة من سنة النبي r اتباعا وتنزيلا على واقعنا الذي نعيشه فنسجل النقاط الهامة في كيفية التعاطي مع هذا الواقع تأصيلا على سنته r . والله نسأل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل. المؤلف
add to favoritesadd

Users who have this book

Users who want this book

What readers are saying

What do you think? Write your own comment on this book!

write a comment

What do you think? Write your own comment on this book

Info about the book

Series:

Unknown

ASIN:

B005KDYBIO

Rating:

4.5/5 (5)

Your rating:

0/5

Languge:

English

Genre

Do you want to exchange books? It’s EASY!

Get registered and find other users who want to give their favourite books to good hands!