أثر المنطق الأرسطي على الإلهيات عند المسلمين في رأي الإمام ابن تيمية
الدكتور علي إمام عبيد
الدار الإسلامية للطباعة والنشر ، بالمنصورة - مصر
الطبعة الأولى ، سنة 1430هـ - 2009م
يقول المؤلف : فالإمام ابن تيمية أدرك عمق التأثير الذى يحدثه تطبيق قواعد المنطق على مباحث الإلهيات، بجانب إدراكه للخلل الذى يعترى هذه القواعد فى ذاتها، ولذلك فقد جاء نقده للمنطق شاملاً لكلا هذين الجانبين دون اقتصار على أحدهما.
وقد حظى الجانب الذى يتعلق بنقد الإمام ابن تيمية للمنطق فى ذاته بعناية الباحثين، وقامت العديد من الدراسات باستيعابه واستقصائه . أما الجانب الذى يتعلق بنقد الإمام ابن تيمية للمنطق، من حيث تأثيره وانعكاسه على البحوث المتعلقة بالإلهيات، فلم ينل عناية الباحثين، بحيث يتم تناوله فى دراسة منهجية تعالج أبعاده: بالتحليل، والتأصيل، والمقارنة، والنقد. لكن كانت هناك إشارات محدودة تنبئ عن أهميته.
ثم يقول المؤلف : إن دراسة هذا الجانب من جوانب نقد الإمام ابن تيمية للمنطق الأرسطي أو اليوناني، والذى يتعلق ببيان أثره السلبي على البحوث المتعلقة بالإلهيات، سوف يتيح تقديم رؤية أوسع وأشمل، بالنسبة لفهم الموقف النقدى ككل للإمام ابن تيمية من هذا المنطق، وهى رؤية لا أدعي بها التقـليل من شأن البحوث السابقة، التى اقتصرت على دراسة الجانب المتعلق بنقد المنطق فى ذاته، وإنما هى رؤية أدعي أنها جديدة ومختلفة: فى عرضها لقضايا المنطق، ونقد الإمام ابن تيمية لها. وهى رؤية يرجع الفضل فيها إلي طبيعة الموضوع نفسه، الذى تناول بعداً آخر فى نقد الإمام ابن تيمية للمنطق، إضافة إلي البعد الذى تناولنه الدراسات السابقة.