نظرية النبوة عند مسكويه - دراسة ونقد
للدكتور علي إمام عبيد
طبعة مجلة كلية أصول الدين وكلية القرآن الكريم بطنطا ، سنوية محكمة .
العدد الثامن عشر ، سنة 1428هـ - 2007م
نظرية النبوة في تصورها الفلسفي على و جه العموم ، سواء لدى الفارابي أم مسكويه أم غيرهما ، هي إحدى أهم الحلقـــات في التوفيـــق بين الديـــن و الفلســـفة عند الفلاسـفة الإســـلاميـيــن ، و الحكم عليها بالصواب أو الخطأ بجانب أهميته في ذاته ، ينعكس بدوره إيجابا أو سلبا على الحكم بالنجاح أو الإخفاق الفكري في قضية التوفيق ، تلك القضية التي كانت الشغل الشاغل لدى الفلاسفة الإسلاميين ، و أبرز جوانب الإبداع عندهم على قلته و محدوديته .
إن تطبيق المنهج النقدي العقلي له أهمية خاصة في ميدان الفكر الإسلامي ؛ لأنه يكشف الحقيقة – بصورة علمية و عملية في نفس الوقت – عن قيمة قضايا باتت تغدو من المسلمات لدي كثير من الباحثين المعاصرين ، و هي أشبه بالأقوال الخطابية منها بالأقوال العلمية البرهانية ، من قبيل أن الفلاسفة الإسلاميين و المتكلمين من تلك الفرقة أو تلك ، كانوا يمثلون التيار العقلي و الحرية الفكرية في مواجهة تيار الجمود و التزمت الذي مثله الفقهاء و علماء الدين ، فمثل هذه الدعاوى الخطابية العامة تبدأ في التخلخل ، عندما يتم البحث و التنقيب خلف التفاصيل و الجزئيات التي استخلصت منها ، و النقد العقلي المتعمق لها ، و الذي يتبين من خلاله : من الذي يمثل العقل ؟ و من الذي يدعيه و لا يمثله ؟ و من الذي جمع بين العقل و النقل ؟ و من الذي يدعيه و لا يمثل سوى الجمع بين مخالفة الاثنين معا ؟